فى ذلك اليوم ،
منذ الثالثة فجراً ..
دارت عدة اتصالات هاتفية ,
بين الجنرال ( شاليف ) .. مدير التقديرات العسكرية الإسرائيلى ،
و .. ( موشى ديان ) .. وزير الدفاع ,
و .. ( دافيد اليعازر ) .. رئيس الأركان ,
و .. ( جولدا مائير ) .. رئيس الوزراء الإسرائيلى ,
حيث أخطرهم الأول .. برسالة وصلته من مصادره السرية ,
أن هجوماً مصرياً سورياً .. تقرر مع آخر ضوء لهذا اليوم ,
السادس من أكتوبر سنة 1973م ..
:
:
:
و اجتمعت هيئة الأركان فى إسرائيل بعد الخامسة صباحاً ،
و قد تباينت الآراء بين وزير الدفاع .. و .. رئيس الأركان ,
حول مدى صحة هذه الرسالة .. و مدى إمكانية قيام الحرب من عدمه ..
:
:
:
و بعد انتهاء الاجتماع التمهيدى ,
الذى لم يصل إلى نتيجة ..
اتصلت ( جولدا مائير ) رئيس الوزراء الإسرائيلى ,
بالولايات المتحدة الأمريكية ،
و استقبلت .. فى التاسعة و النصف صباحاً ..
السفير الأمريكى فى تل أبيب ,
و بادرته قائلة :
{إن إسرائيل تواجه موقفا عصيباً ،
فهناك هجوم مصرى – سورى موجه إلينا فى ظرف ساعات ,
و الموعد المحدد له .. هو مساء اليوم ,
و أنا أريد أن يصل هذا الكلام .. فوراً .. إلى الرئيس الأمريكى نيكسون ... } ..
:
:
:
و حتى الواحدة ظهراً ..
كانت اجتماعات المسئولين .. و القادة العسكريين الإسرائيليين ,
مازالت متلاحقة ..
و الجدل مازال مستمراً ,
بين دعوة الاحتياطى ،
أو .. البداية .. بضربة جوية وقائية ,
تمنع الهجوم قبل انطلاقه ..
:
:
:
أما فى أمريكا ..
فقد كانت الساعة هناك تشير إلى السادسة صباحاً ,
عندما أيقظوا .. ( هنرى كيسنجر ) .. وزير الخارجية الأمريكى ,
ليبلغوه .. رسائل .. ( جولدا مائير ) ..
و عندما اتصل ( كيسنجر ) .. بمكتب المتابعة فى مجلس الأمن القومى ,
للتأكد من هذه المخاوف ..
أبلغوه .. بحدوث تحركات .. على الجبهتين .. المصرية و السورية ،
لكن ..
كان الاتجاه الغالب .. فى آراء الخبراء الأمريكيين , هو :
أن حرباً .. فى الشرق الأوسط ..
ليست على وشك الوقوع ..
:
:
:
و اتصل .. ( كيسنجر ) .. بوزير الخارجية المصرى .. (د.محمد حسن الزيات )
الذى كان متواجدا فى .. نيويورك ,
للإشتراك فى .. أعمال دورة الجمعية العمومية العامة للأمم المتحدة ..
و قد أبدى الوزير المصرى .. دهشته ..
من .. هذه الرسالة الإسرائيلية ,
و أشار إلى .. مخاوفه ,
أن تكون .. مجرد ذريعة .. تنوى إسرائيل .. استغلالها ,
للقيام بعمل عسكرى .. ضد مصر و سوريا ..
:
:
:
و هكذا ,
على مدار الساعة ..
كانت الاتصالات كثيفة جداً ,
بين أمريكا .. و مصر .. و سوريا .. و إسرائيل ,
فى هذه اللحظات التاريخية ,
لمحاولة استكشاف ما يجرى ..
:
:
:
و .. فى الساعة الثانية .. و .. بضع دقائق ,
بعد ظهر هذا اليوم ,
و .. فى مبنى رئاسة الأركان الإسرائيلية ..
إلتف المراسلون العسكريون ,
حول .. الجنرال .. " إيلى زعيرا " .. رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ,
الذى بادرهم .. قائلاً :
{ إن العرب .. إذا بدءوا بإطلاق النار ..
سوف يدّعون بعد ذلك .. بأننا .. من بدأ الحرب } ..
:
:
:
فى تلك اللحظة ..
دخل سكرتيره الخاص ..
و .. مد يده إليه .. بورقة صغيرة ..
نظر فيها " إيلي زعيرا " .. على عجل , ثم .. خرج من الغرفة مسرعاً ..
كانت هذه الورقة تحوى عبارة واحدة ..
{ لقد بدأ المصريون .. بإطلاق النار } ..
:
:
:
أما ..
على أرض سيناء ..
:
:
:
فقد كانت الطائرات المصرية ,
تنطلق فى أسراب ..
تخطت .. ( 200 طائرة ) ..
قامت بضرب مراكز القيادة ..
و مواقع الرادار ..
و مناطق حشد و عقد مواصلات و قواعد الطائرات الإسرائيلية ,
:
:
:
كذلك ..
كانت فوهات أكثر من .. ( 2000 مدفع ) ..
تضرب - بكل قوتها - بعيداً .. وراء خطوط القوات الإسرائيلية ,
لقطع العمق عن الجبهة ..
:
:
:
كذلك ,
بدأت القوارب المطاطية ,
فى النزول .. إلى القناة , بجنودها ..
بما يقارب .. ( 600 قارب مطاطى ) ..
تحمل حوالى .. ( 5000 جندى مصرى ) ..
:
:
:
و .. لحظتها ,
تأكد أن مجموعات الصاعقة ,
التى تسللت .. قبل بداية الهجوم بساعات ,
قد نجحت ..
فى تعطيل .. مواسير اللهب ..
:
:
:
و فى الثالثة و النصف عصراً ,
كانت قوات المهندسين .. تعبر قناة السويس ,
فى وحدات بحرية ..
لفتح الثغرات .. فى الساتر الترابى .. على الضفة الشرقية ,
باستخدام .. خراطيم المياه ..
:
:
:
و فى الساعة الخامسة والنصف .. قرب غروب الشمس ,
كانت القوات المصرية .. التى عبرت القناة ,
تصل إلى .. ( 2000 ضابط ) ..
و .. ( 30 000 جندى ) ..
:
:
:
و فى العاشرة مساء ..
كانت قوات المهندسين ,
قد تمكنت من فتح .. ( 60 ثغرة ) .. فى الساتر الترابى ،
:
:
:
و بحلول .. منتصف الليل ,
كانت خمس فرق كاملة
- من المشاة .. و .. المدرعات -
على الضفة الشرقية .. لقناة السويس ..
و كانت معظم مواقع خط بارليف ,
قد حوصرت ..
و نصفها .. تم اقتحامه ..
:
:
:
و كأن صدى صرخات الجنود ,
( الله أكبر ) ..
ما زالت .. تتردد .. حتى اليوم .. فى مسامعنا ..
:
:
:
و .. ستبقى .. في سمع التاريخ .. للأبد ..
>>><<<>>><<<>>><<<>>><<<>>><<<
>>><<<>>><<<>>><<<>>><<<>>><<<
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق