الأحد، ٩ أكتوبر ٢٠١١

يوميّات أكـتوبـرية { برنامج إذاعيّ في كتاب 2005 } مُحمّد دُرّة


فى ذلك اليوم ،

منذ الثالثة فجراً ..

دارت عدة اتصالات هاتفية ,

بين الجنرال ( شاليف ) .. مدير التقديرات العسكرية الإسرائيلى ،

و .. ( موشى ديان ) .. وزير الدفاع ,

و .. ( دافيد اليعازر ) .. رئيس الأركان ,

و .. ( جولدا مائير ) .. رئيس الوزراء الإسرائيلى ,

حيث أخطرهم الأول .. برسالة وصلته من مصادره السرية ,

أن هجوماً مصرياً سورياً .. تقرر مع آخر ضوء لهذا اليوم ,

السادس من أكتوبر سنة 1973م ..


:
:
:


و اجتمعت هيئة الأركان فى إسرائيل بعد الخامسة صباحاً ،

و قد تباينت الآراء بين وزير الدفاع .. و .. رئيس الأركان ,

حول مدى صحة هذه الرسالة .. و مدى إمكانية قيام الحرب من عدمه ..


:
:
:


و بعد انتهاء الاجتماع التمهيدى ,

الذى لم يصل إلى نتيجة ..

اتصلت ( جولدا مائير ) رئيس الوزراء الإسرائيلى ,

بالولايات المتحدة الأمريكية ،

و استقبلت .. فى التاسعة و النصف صباحاً ..

السفير الأمريكى فى تل أبيب ,

و بادرته قائلة :

{إن إسرائيل تواجه موقفا عصيباً ،

فهناك هجوم مصرى – سورى موجه إلينا فى ظرف ساعات ,

و الموعد المحدد له .. هو مساء اليوم ,

و أنا أريد أن يصل هذا الكلام .. فوراً .. إلى الرئيس الأمريكى نيكسون ... } ..


:
:
:


و حتى الواحدة ظهراً ..

كانت اجتماعات المسئولين .. و القادة العسكريين الإسرائيليين ,

مازالت متلاحقة ..

و الجدل مازال مستمراً ,

بين دعوة الاحتياطى ،

أو .. البداية .. بضربة جوية وقائية ,

تمنع الهجوم قبل انطلاقه ..


:
:
:


أما فى أمريكا ..

فقد كانت الساعة هناك تشير إلى السادسة صباحاً ,

عندما أيقظوا .. ( هنرى كيسنجر ) .. وزير الخارجية الأمريكى ,

ليبلغوه .. رسائل .. ( جولدا مائير ) ..

و عندما اتصل ( كيسنجر ) .. بمكتب المتابعة فى مجلس الأمن القومى ,

للتأكد من هذه المخاوف ..

أبلغوه .. بحدوث تحركات .. على الجبهتين .. المصرية و السورية ،

لكن ..

كان الاتجاه الغالب .. فى آراء الخبراء الأمريكيين , هو :

أن حرباً .. فى الشرق الأوسط ..

ليست على وشك الوقوع ..


:
:
:


و اتصل .. ( كيسنجر ) .. بوزير الخارجية المصرى .. (د.محمد حسن الزيات )

الذى كان متواجدا فى .. نيويورك ,

للإشتراك فى .. أعمال دورة الجمعية العمومية العامة للأمم المتحدة ..

و قد أبدى الوزير المصرى .. دهشته ..

من .. هذه الرسالة الإسرائيلية ,

و أشار إلى .. مخاوفه ,

أن تكون .. مجرد ذريعة .. تنوى إسرائيل .. استغلالها ,

للقيام بعمل عسكرى .. ضد مصر و سوريا ..


:
:
:


و هكذا ,

على مدار الساعة ..

كانت الاتصالات كثيفة جداً ,

بين أمريكا .. و مصر .. و سوريا .. و إسرائيل ,

فى هذه اللحظات التاريخية ,

لمحاولة استكشاف ما يجرى ..


:
:
:


و .. فى الساعة الثانية .. و .. بضع دقائق ,

بعد ظهر هذا اليوم ,

و .. فى مبنى رئاسة الأركان الإسرائيلية ..

إلتف المراسلون العسكريون ,

حول .. الجنرال .. " إيلى زعيرا " .. رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ,

الذى بادرهم .. قائلاً :

{ إن العرب .. إذا بدءوا بإطلاق النار ..

سوف يدّعون بعد ذلك .. بأننا .. من بدأ الحرب } ..


:
:
:


فى تلك اللحظة ..

دخل سكرتيره الخاص ..

و .. مد يده إليه .. بورقة صغيرة ..

نظر فيها " إيلي زعيرا " .. على عجل , ثم .. خرج من الغرفة مسرعاً ..

كانت هذه الورقة تحوى عبارة واحدة ..

{ لقد بدأ المصريون .. بإطلاق النار } ..


:
:
:


أما ..

على أرض سيناء ..


:
:
:


فقد كانت الطائرات المصرية ,

تنطلق فى أسراب ..

تخطت .. ( 200 طائرة ) ..

قامت بضرب مراكز القيادة ..

و مواقع الرادار ..

و مناطق حشد و عقد مواصلات و قواعد الطائرات الإسرائيلية ,


:
:
:

كذلك ..

كانت فوهات أكثر من .. ( 2000 مدفع ) ..

تضرب - بكل قوتها - بعيداً .. وراء خطوط القوات الإسرائيلية ,

لقطع العمق عن الجبهة ..


:
:
:

كذلك ,

بدأت القوارب المطاطية ,

فى النزول .. إلى القناة , بجنودها ..

بما يقارب .. ( 600 قارب مطاطى ) ..

تحمل حوالى .. ( 5000 جندى مصرى ) ..

:
:
:

و .. لحظتها ,

تأكد أن مجموعات الصاعقة ,

التى تسللت .. قبل بداية الهجوم بساعات ,

قد نجحت ..

فى تعطيل .. مواسير اللهب ..

:
:
:

و فى الثالثة و النصف عصراً ,

كانت قوات المهندسين .. تعبر قناة السويس ,

فى وحدات بحرية ..

لفتح الثغرات .. فى الساتر الترابى .. على الضفة الشرقية ,

باستخدام .. خراطيم المياه ..

:
:
:

و فى الساعة الخامسة والنصف .. قرب غروب الشمس ,

كانت القوات المصرية .. التى عبرت القناة ,

تصل إلى .. ( 2000 ضابط ) ..

و .. ( 30 000 جندى ) ..

:
:
:

و فى العاشرة مساء ..

كانت قوات المهندسين ,

قد تمكنت من فتح .. ( 60 ثغرة ) .. فى الساتر الترابى ،

:
:
:

و بحلول .. منتصف الليل ,

كانت خمس فرق كاملة

- من المشاة .. و .. المدرعات -

على الضفة الشرقية .. لقناة السويس ..

و كانت معظم مواقع خط بارليف ,

قد حوصرت ..

و نصفها .. تم اقتحامه ..

:
:
:

و كأن صدى صرخات الجنود ,


( الله أكبر ) ..


ما زالت .. تتردد .. حتى اليوم .. فى مسامعنا ..

:
:
:


و .. ستبقى .. في سمع التاريخ .. للأبد ..


>>><<<>>><<<>>><<<>>><<<>>><<<
>>><<<>>><<<>>><<<>>><<<>>><<<

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق