الأحد، ٤ سبتمبر ٢٠١١

للشاعر محمود حسن "أحتاج إلى لغة أخرى"


"أحتاج إلى لغة أخرى"

أحتَاجُ إلى لغٍة ُأخْرَى
أحتاجُ لكىْ أعْبُرَ هذا النهرَ لِمُفْرَدَةٍ أخرى
أحتاج ُ لكىْ أكتبَ شعرا
أن أنظرَ فى عيْنَيكِ
لا أدْرى كيفَ أتيْتَ
أو منْ أَىِّ رحيقِ الزهرِ خُلِقْتِ
لكنِّى أعلمُ أنَّكِ وحْدَكِ أنْتِ


يا امْرَأةً لا يُمْكِنُ أنْ تُخْلَقَ...
.. إلَّا مرَّه
لاَ تَتَكَرَّرْ
يا امْرَأَةً لا يمكِنُ إِلَّا أنْ..
أَعْشَقَهَأ
يا زَهْرَة أُرْكِيدٍ
يا نَسْمَةَ فُّلٍ أوْ عنْبَرْ
يا سُنْدُسَتِى
وَزَبَرْجَدتِى

ياَ كُلَّ الشِّعرِ العَرَبِىِّ
وكلَّ الشِعْرِ المُتَحَوِّر
أَحْتَاجُ إِلى لُغَةٍ أُخْرَى
أحتاج إلِى إِزْمِيلٍ منْ نوعٍ خاصْ
أحتاجُ إلى حَجَرِ المَرْمَرْ
كىْ أَنْقُشَ عَيْنَكِ عَلَيْهِ
كىْ أرْسٌمَ فىِ سَنْتِيمِترٍ شَفَتَيْكِ


أحْتَاجُكِ أنْتِ
أَحتَاجُ يَدَيْكِ لِتَنْبِضَ بيْنَ يَدَىَ ..
فَأَهْتَزَّ كمَا يَهْتَزَّ البَنْدُولُ بِسَاعَةِ حَائِطْ
أَهتَزَّ كمَا يَهتَزُّ الصُوفىّ بسَاعةِ نَشْوَهْ
أحتَاجُ لِحِضْنِكِ يحْمِلُ عنِّى
رأْسِى المُثْقَلَ بالنَّكَدِ الأَبَدىِّ وبالْحُزْنْ
أَحْتَاجُ لِثَغْرِكِ يطْبَعُ ...
... فَوْقَ جَبِينِى قُبْلَةَ بَعْثٍ حُلْوَهْ


أحْتاجُ عُيُونَكِ..
أَحتَاجُ رُمُوشَكِ
أحتَاجُ وُجُودَكِ كُلَّه
وَأُحِبُّكِ...

..... يا امْرَأَةً
خلَقَ اللهُ القَمرَ الفِضِّىَ لِعيْنَيْهَا..
كىْ تَنْظُرَ كُلَّ مَسَاءٍ فيهِ ...
فَيُبْصِرَ عيْنَيْها الكَوْن ...
فيسجَدَ للهِ على صَنْعَتِهِ


أحتاجُ إلِى لُغَةٍ أُخْرَى
أوْ بالأَحْرَى
أحتَاجُ إلى مُعْجِزَةٍ كُبْرَى
كىْ أعبُرَ جسْرَ الّلَاحبِّ إلى الحبّْ
كىْ يتَبَرْمَجَ هذا الْقَلْب
حتىَّ لا يعرِفَ غيْرَ هَوَاكِ ...
... ولاَ يُبْصِرَ غَيْرَ عُيُونِكْ


وَأُحبُّكِ أَنْتِ
ياَمَنْ أتَحَوَّلٌ فيكِ إلى
مَخْلُوقٍ آَخَرْ
لاَ أَعْرِفُ إنْ كُنْتُ أسِرُ
أمْ كُنْتُ أَطِيرُ
إِنْ كُنْتُ أَنَام وأَحْلُمُ
أَمْ أَنِّى فِعْلاً

بَيْنَ يَدَيْكِ


مِنْ عامٍ لَمْ أَكْتُبْ شِعْراً
منْ عَشْرَةِ أعوامٍ لَمْ أَكْتُبْ شِعْرا
منْ ساعَةِ ميلادِى ...
... لمْ أَقْطِفْ زهْرَاً
يا امرَأةً أعْشَقُهَا
قدْ جئْتُكِ فى شِعْرِى بِكْراً
فى نبضِى بِكْراً
فى قلْبِى بِكْراً
لمْ يلمَس قلبى ِ
أونَبْضى
أوْ شِعْرِى قبْلَكِ إنْسٌ أوْ جان

هاتانِ العَينَانْ
لؤْلُؤتَان
مصْباحَان
جَوْهَرَتَانْ
مِرْآَتَان
أعْرِفُ بِهِمَا كيْفَ يَكُونُ نَعِمُ اللهْ

يا امرأةً نَقَلَتنى من زمنٍ أُنْكِرُه
ينْكِرُنِى
لِزَمَانٍ أعْرفهُ
يَعْرِفُنِى
لوجُودٍ تَعْشَقُهُ الرُّوح
لِحَدَائِقِ ورْدٍ بَلَدىٍّ وَ بَنَفْسَجْ
لِحَقيقةِ حبٍّ
عِشْقٍ
يَفْهَمُهَا القَلْبُ فَيُثْلَجْ

أنْتِ الحدُّ الفَاصِلُ ما بيْنَ الحُزْنِ ....
وبيْنَ بدَايَاتِ الفَرَحِ
أنتِ الفَرَحُ
واللهِ
أنْتِ الفَرَحُ


لستِ امرأةً
يا امرأةً أعْشَقُها
بلْ أنْتِ اللغَةُ المفْقودَة
أنتِ الشىءُ المُتَواجِدُ بينَ شِفاهىِ
لكنِّى لا أَنْطِقُهُ
أنتِ الشيءُ المحْسُوسُ بِجَسَدِى
لكنِّى لا أَلْمَسهُ
أنتِ المُفْرَدةُ المفْقودَة

فلِماذا تَبْكِينَ الآنَ بِحضْنِى ؟!

ولِماذَا جِئْت إِذَنْ ؟

محمود حسن عبد التواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق