الخميس، ٢٢ سبتمبر ٢٠١١

عبد الحافظ متولى حين يُشُقُنِي اللَّظَى


  • حين يُشُقُنِي اللَّظَى

    (1)

    مرة أخرى تراودني العيون
    الخائنات
    والبلاد حدائق زيفٍ
    تباً لها حين تجرني
    نحو رائحة البنفسج المخادعة
    وأنا يا مهرتي
    التي فتشت عنها الأقمار الغائبات،
    والشموس الطالعة
    يا مهرتي وفراشة قلبي
    تَبارَك سحرُك اللهبي
    وأقسم يا فتنة عمري الباقي
    مذ أول نظرة أدركت
    أنك واللظى قدري
    فلا تتورعي أن تشعلي
    النار قبساً من أشواقي
    وأن تطلقي في عينيّ
    بعض الشرر،
    يا عشب عمري..
    كئوس سهد الليل
    نهباً لما يعروك
    من وجدان وإطراق
    فلا تمدي عينيك إلى الشعراء
    كي يفتشوا فيها عن زهور الأبجدية
    ومدي فتنة البريق إلى عيني
    وتحملي نحوك اندفاقي
    أحبك كيف لا تدري الحرائق
    ما في قلبي من لظى
    اشتعال أعماقي،
    أحبك وكيف لا أرضى
    وأنا طائر أهوى
    بالشوق في عينيك
    إحراقي،
    ويا قمر انصهاري
    فريداً.. وحيداً
    في فتنتك
    أنا المسقي والساقي

    (2)
    يا مهرتي لك العتبى
    وألف قصيدة في القلب
    أخفيها،
    عن الدنيا ومن فيها
    متى تدرين أن الحب اكبر
    من تجاهلنا وأَشْجَي من تغابينا
    أحبك يا فتنة العشاق
    متى تدرين
    أن العشق يا مهرتي
    حال الصبّ المفتون
    بالعينين النجلاوين
    وأن قلوبنا ليست بأيدينا
    أحبك والبلاد استحالت صبابة
    حين تغنيتِ
    بالعشق في وادينا

    أنا يا مهرتي
    شاعرٌ على قاب
    خطوتين من شرفة عينيك
    والنيل يرقد أسفل الشرفة
    نناجيه..
    فيناجينا
    وأنهارٌ من الأطياب يرفدها
    إلى عينيك روحاً ورياحينا
    لك العتبى يا مهرتي
    وأطلقي خيول العشق في دمي
    فحتَّامَ نتوارى شوقاً
    ونستبدل الشوق شوكاً
    وفينا من الأشواق ما فينا

    ***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق