الاثنين، ٢٦ سبتمبر ٢٠١١

من ديوان .. رباعيات طـــائر الشـــوك د. زينب أبو سنه

من ديوان .. رباعيات طـــائر الشـــوك

صحوتُ مع الصباح لكي
أداعبُ نبتة الصبّار
وأسأل .. علها تعطي
لنا زهرا من الثوار
وأن تغدو أسنتها
رماحا ترشق الفجار
وخلف جدار حكمتها
نجاهد كي نزيل العار
فـُطمنا عن مشاعرنا
وتهنا في أراضينا
طريقٌ فرَّ مذعورا
ليهرب من مآقينا
زمانٌ من قوارير
تكسر بين أيدينا
طريقُ الشوكِ مفروشٌ
لكي تُدمى أمانينا
ويصرخُ طائرٌ في الكون
"لا يا طلقة الصياد"
لماذا كنتِ قاتلة ؟
ولم يتأخر الميعاد
تطاردني رياح الغدر
والقناص والأحقاد
لماذا يُقتل الحُر النبيل
بطلقةِ الأوغاد ؟
ترد الطلقة الحقاء:
يا مسكين .. ما ذنبي ؟
لقد أحرقتني سبا
وما أنصفت في سبي
من اخترع السلاح
وأشعل النيران للحرب ؟
لقد قتلتك كفُّ أخيك
يغفر لي أنا ربي
يقول العُش: ياريح الخراب
تجنبي قدسي
فكم حطمتِ من بيتٍ
وكم أطفأتِ من عُرسِ
وقد عانيت مر الصبر يأسا
فارحمي يأسي
ألا يوم من الأفراح
أُصبح فيه أو أمسي؟
تقول الريح: قد عانيتُ
حتى هدني الإجهاد
ولم أملك زمام الهدم
والإنشاء كالأفراد
ولو خُيرت ما أهديتُ
إلا فرحة الأعياد
فلا تلقِ عليَّ اللوم
ليس السوط كالجلاد
أرى فيما أرى
ركض الكلام
على حواف العمر
ونبض القلب متهما
ومختنقا بحبل القهر
وذئبا كافر الأنياب
ملتهما جياع العصر
وجيش الصبر وهو يمر
محتملا عذاب الدهر
سنبني منزل الحب الجميل
وحوله بستان
يضئ الفل والعبَّاد
فيه ويشرق الريحان
وتختال الصبايا السمر
في أرجائه بأمان
وتحت سقوفه جدٌّ
يرتل سورة الرحمن
زهور الحب .. خبز القلب
بلسم قسوة التجريح
ولولاها لكان اليأس
من مهدٍ لباب ضريح
رموز الحب تلميحٌ
يفوق بلاغة التصريح
ويخبو الصوت أحيانا
ليبدأ قلبنا التسبيح
سأخلع كل أوجاعي
لألبس خرقتي البيضاء
وأنفض ما يعكرني
أطهر قلبيّ الوضاء
وأهرب من ضجيج الكون
والأحقاد والضوضاء
سأقتل كل أحزاني
ليحيى فرحي من أشلاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق