مَدِيْنَةٌ خَارِجَ حُدُوْدِ الزَّمَن
فِي مَدِيْنَةِ الْفَرَاغِ
يَسْكُنُنِي وَجَعُ الْمَوَاسِمِ
تَتَكَوَّرُ الرِّيْحُ عَلَى أَرْصِفَتِي
وَتَصْفَعُ شَجَرَ الْعُمْرِ
هُنَاكَ فِي مُنْتَصًفِ الْمَسَافَةِ
دُخَانُ حَرَائِقِ اللَّيْلِ
هُنَاكَ فِي شُرُفَاتِ الظِّلِّ
بَقَايَا طُيُوْرٍ تُقَاوِمُ بَرْدَ جُوْعِهَا
وَخَلْفَ نَافِذَتِي الْمُعَبَّأَةِ بِرَوَائِحِ النِّسْيَانِ
مُهْرَةٌ تُعَانِدُ قَيْدَهَا ...
الرَّبِيْعُ بَعِيْدٌ ..
وَسُوْقُ حَارَتِنَا بَعِيْدٌ ..
رَوَائِحُ السَّمَكِ وَبَاعَةُ الرُّوْبَابِيِكْيَا
وَيَدٌ تَتَوَحَّشُ فِي تَسَوُّلِهَا
أَعْطِنِي خُبْزَ يَوْمِي لأَنْجُو
وَالأَرْضُ لا شَيْءَ فِيْهَا
غَيْرَ الْعُبُوْسِ ..
غَيْرَ اِمْرَأَةٍ تَفِيْضُ بِجُوْعِ غُوَايَتِهَا
يَلْتَهِمُ عَابِرُ طَرَفٍ ثَوْبَهَا وَيَنَامُ ..
وَتَلْتَهِمُ بَعْضَ كِسْرَتِهَا الْيَابِسَةِ
وَتَعُوْدُ إِلَى دِفْءِ أَطْفَالِهَا نَازِفَةً ..
وَرِيْحٌ تُؤَرْجِحُ ظِلَّ الْفَرَاغِ
وَقِطٌ يُرَاوِغُ أَرْجُلَ اللَّيْلِ ..
لا شَيْءَ هُنَا ...
لا شَيْءَ فِي الشَّيْءِ يَمْنَحُنِي الْمَعْنَى ..
وَكَفِّيْ الصَّغِيْرَةُ تَلْتَقِطُ الْحَرْفَ
كَيْ تُضِيْءَ الظَّلامَ ..
ولا شَيْءَ فِي الْكَفِّ ..
غَيْرَ ذُبُوْلِ الْمَوَاسِمِ ..
حِيْنَ أَدْخُلُ غُرْفَتِي كَي أَنَامَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق