الاثنين، ٥ مارس ٢٠١٢

د.أميرة عبد العزيز هَذَا موْعِدِي مَعَكِ أيَّتُهَا الحَيَاةْ

هَذَا موْعِدِي مَعَكِ أيَّتُهَا الحَيَاةْ

يتيمةٌ أوْراقِي
وحيدةٌ على الأبوابْ
تهدْهدُهَا ترْنيمةُ شمْسٍ
سَجينةُ الأُفُق
مُهاجرةٌ على جبينِ الأُمْنياتْ

والنجومُ في رحمِ المَغِيبْ
تَعتصِرُ الآلَامْ

على أرْصِفَةِ الهجْرةِ
تحْملُني أقْدامِي
لستُ أدرِي
في أيِّ مُنْعَطَفٍ أضعتُ
وطنِي
ومنْ أيِّ نافِذَةِ قِطَارْ

أتَأمَّلُ وجْهِي،
وطنِي،
فِهْرسَ التَّاريخِ..
والحَقَائِبَ المُتْعَبَةَ
على سِكَّةِ حديد
والمَقَاعِدُ فَارِغَةْ..

يَا رَفيقِي
لا تسألْ عنِ الجسرِ الَّذِي
لمْ تعبُرْ مَعِي
ولَا عنْ الأحلامِ التِي
لمْ تتعدَّ وسائِدَ الأَوْهَام.ْ.

لا تَسَأْلْنِي عنْ المصير
في راحِلَةٍ أضاعتْ الطريقْ
شُروخُ المَاضِي
دَلْوٌ يَسْكُبُ الدِّماءْ..

أيُّهَا التَّرَاكُمُ
أيَّتُهَا البَقَايَا
كَأُغْنِيَةٍ حَزِينَةٍ
فِي الجوفِ

أَتَذَوَّقُك طعمَ الهجرِ
في أوْرِدَتِي
بيْنَ الوُجُوهِ أُخْفِي وجْهِي
نَمْشِي أنَا و سنيني
يَجْرِفُنَا المَوْجُ
وَ أدْركْتُ سذاجَةَ قَوارِبِي

أيُّهَا البَحْرُ
تَكْتُبًنِي رمَالُكَ الثَّمِلَة
نُسْخَةً مُهَيَّئةً للطِّبَاعَةْ
هلْ أعجبتكَ القَصِيدَةُ ؟؟!!
أضِفْهَا لصَفَحَاتِكْ
وَشارِكْ كَوابيسَ الرَّحِيل..

أيُّها المُسَافِرُ
كمْ يَعْشَقُكَ الليلُ اغْتِرَابْ
وكمْ يطْوِي الأرضَ
يجوبُ الصَّحْراء

حيْثُ تَجِفُّ القلوبُ
و حيثُ عيونُ الرِّمَالِ العَطَاشَى
تُنْشِدُ المَوَّالْ

تدْخُلُ الشَّمْسُ خَجْلَى
تَنْبَعِثُ منْ أنْفَاسِ مَوْجِكَ
سِحْرٌ يُعَانِقُ
فِي جَنُوبِيَ نِيسَانْ

و أنَا هُنَا
الدَّمْعُ مِلْىءُ عَيْنِي
ينْقُشُ التَّجَاعِيد
يُلمْلِمُ السِّرْبَ المهاجرَ إليكَ
يُلَمْلِمُ اللمَسَاتْ

طويلٌ أيُّهَا الشِّتَاءْ
تُأَرِّقُ عجائِزَ الحكايَاتْ
حكاياتٌ اكْتَمَلَ جُرْحُهَا
ولمْ تبلغْ النِّهَايَاتْ

و العمرُ يَقْسُو
منْ قبلِ أنْ أمُدَّ أكُفِّيَ للحنَّاءْ
علـِّـمْهُ يا ربِّيَ الحبَّ
كمَا علمتَ قَدَرِي الجَفَاءْ..

هلْ بعدكَ يُشتَمُّ الزَّهْرُ؟
ويُرَاقَصُ الصَّفصَافْ ؟
هلْ بعدكَ تُضَمَّدُ الجِرَاحْ ؟
يَا جَبينِي يا قَدَرِي المكتُوبَ بِدَمِي
يا أسوارَ وطنِي المُوصَودَةَ
الأبوابْ

أَعِدْ لِي طُفُولتِي .... مِحْبَرَتِي
وعُلبَةَ الأَلْوان

بَهتَتْ الأوراقُ
وصُلبتْ الذِّكْرَيَاتْ

كَمْ ستَكْسِرُنِي وكمْ ستَجْبُرُنِي
وهلْ سأُبْعَثُ يوْماً منْ رحِمِ الكِبْرِيَاءْ

كُلُّ الضِّفافِ تَطْرُدُنِي
و ربيعِي هَجَرَتْهُ الأزهارُ

الليلُ يحتجِزُ عروسَ الفَجْرِ
وأنَا أضَفِّرُ منْ الهموم خُصْلَاتْ

يا وطني أينَ البَاقِي منَ الشُجْعَانْ ؟؟
و أينَ مواكِبُ الفُرسَانْ ؟؟
هلْ وحدِي أغْزِلُ الأَحْلَامَ ؟
أمْ فِي جُعْبَتِكَ
فارسٌ يكتبُ التَّاريخَ منْ جديدٍ
و يُعيدُ السَّلام

مَتَى سنجمعُ وُرَيْقَاتِ الخَرِيف
ونُداعبُ طيورَ المَسَاء

متَى سَنَرْوِي عَطَشَ الأرْضِ
و تَجْرِي المِيِاهْ

متَى سَنعُودُ
نَرْسُو علَى أهْدَابِ البَحْرِ
وَ نَرْسُمُ ملامِح َالشُطْآنْ ..

يَا وطنِي

أهْدَيْتَنِي الغُرْبَةَ
ووارَيْتَ حقِّي التُّرَابْ
وزَيَّنْتَ قبريَ بالرُّخَام
فَهَلَّا أنْبَتَّ حولهَ الأعشَاب..


د / أَمِيرَة عَبْد العَزِيز

26 فبراير 2012 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق