الجمعة، ٣٠ مارس ٢٠١٢

مقاطع للشاعر الجزائري رابح ظريف

مقاطع ***


زمانك يا ليليَّــة الــــقدِّ مجهدٌ
ولمحــك يا أسَّــارة اللمح متعبُ

قد اشتقتُ للصبح الذي كنتِ شمسَه
كما اشتقتُ للصبح الذي فيك يغربُ

رحلتِ فلا أنت اعتذرت وعدت لي
وسرتُ فلا عاتبتُ من ليس تعتبُ

وكان طريقًــا واحدا ممسـكانه
بأنفاسَ جــرَّ القلبَ فيـها التقلبُ

زمـــانك يا ليلــيَّة القدِّ لم يزل
لعينــيك ينوي كل حلو ويـنسبُ

فإيـــــاك عمري يستلذُّ دقائقًا
وإيـــــاك قلبي يستزيد ويطلبُ

****

تجـَاوَزتُ حدَّ الحبِّ.. واجْتَزْتُ بُعْدَهَا
وأدركــت أنِّي مُدْرِك التِّيهِ بَـعدَهَا

وأخبرتُ أحـلامي التِّي في عُيونِها
بأنَّ عُيوني سـوف تُصبح لحدَها

وأن البساتين التِّــي خلف فرحتي
ستمنَح بــعدي للجنازاتِ وردَها

يدي لم تعد تَمْتَدّ منِّـــي لظلِّهَا
ولا شَفتي صارت تُعَلِّق وَعْــدَهَا

لَقَد بِعْتُ قَلبي قبــل أن أستردَّه
و ألـقيتُ روحي دونَ أن أسْتَردَّها

ومــزقتُ عمرًا كي أخيط دقـائقا
فلمَّا انقضتْ.. لـم أستطع أن أَعُدَّهَا

هي الآن لا أدري أما زالَ وجهُها
صبَاحًا قدِ اسْتَلقَى وأيقظَ خدَّها..؟

****

لماذا إذا ما اخترت لي جنة أشقى ؟
وإن عبرتني غيمة منك.. لا أُسقى

كأنَّ بأسحَاري علَى غيرِ ليـــلِهَا
تُشـق.. وليلي غيرَ أسحارها شـقَّا

تكشَّـف لـي من بَعْدِ صُبْحٍ تَلَوْتُه
و شمسٍ تلتني.. أنَّها لم تكن شرقَا

لعل انتظــاري كان بعد قدومها
وكان الذي لا فرقَ في حبِّنا فرقَا

تبعـــت انتباهي خلفها ليدلني
على موجة.. كم لا تَرُدُّ لنا الشَّوقا

فعـادَ ببحرٍ لَم أجـدْ مـن يردُّه
عليَّ ولا عنـها ..وكنَّا به الغَرْقَى

****

رياحـُك لا تأتي بما كنتُ مرسلا
وروحــك لا تكفي لتجعلَني أبقَى

سأوقظُ صُبحًا كنتُ خبَّأتُ شَمسه
لعينيك.. ولْيُرفَعْ على غيرنا شرقَا

وهذي الأمَاسي المُعْتَقَاتِ بأعيني
سأسكبُها في غير كاساتِنا عبقَا

تمنَّيت لو أنِّي تمنَّــيت نبضة
تُوَحِّدنا في الحبِّ أو لا تفي العشقَا

كما حجبتني بسمة منْك عن غَدي
سأكشفُها.. ذي بسمَة من غدي أنْقَى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق