الاثنين، ٥ مارس ٢٠١٢

شاعرة ندى نعمه بجاني رَجُــلُ المُستَحيــل

رَجُــلُ المُستَحيــل

لا مانِـعَ لَديَّ سَيّدي
أن تكونَ الرَّجلَ الّذي حَطّ عَلى قَلبي
وَانطَرَحَ عندَهُ القَلب
فَخطَّ عَلى أوراقِ جَسَدي غُنجَ ألَفاظِهِ
وَرَفَلَت أذيالُ ثَوبيَ المُشاغِب لِاستِقبالِهِ

لا مانِعَ سَيّدي
أن تكونَ الجاني وَأكونَ الضحيّة
وَتَكونَ طِفلًا باكيًا صَدرَ أمِّهِ
وَفَتًى خافِقًا بصَبوِهِ
يَكتَشِفُ خَرائِطَ جَسَدِهِ
لِيزرَعَ زَيتونَهُ في تُرهاتِ روحي
وَيَقطُفَ ثِماري عَن أمّهاتِها
وَيَدفنَ خَصيبَهُ في أجنّتي

كُن سَيّدي وَروحي وَرَجُلَ المُستَحيل
كُن لَحظةً لِكُلِّ الأزمِنَة
كُن رَجُلًا مَغموسًا بعَرقِ حُبّهِ
كُن مِثلَ ورودي
تَتفتّحُ لأجلي تَتضَوّعُ بعِطري
خُذ مِنّي أمسي
خُذ جزئيّاتي وَكُلَّ ما عِندي
خُذ ثَورةَ شِفاهي
في غَمراتِ ثَغرٍ مُضرّجٍ بالخَمرِ
خُذ أشيائي خَلفَ ثَوبٍ قَتَلَتهُ الرّيح
بَتَرَت بَنَفسَجاتِهِ
وَدَرَجَ في رَوضِهِ الغَيم
فَتَبتّلَت فَراشاتُهُ تَحتَ قبابِ الضَّيم
وَتَناثَرَت ريشاتُهُ دونَ أجنحَةٍ تَطَير

شُقَّ ثَوبي حَبيبي
فُكَّ خيوطَ حَرائري
إنزَع قٌشوري وَأجتَزِء مَراماتي
إسكَر بي
وَأمطِر فَوقي رَذاذَ لُؤلُآتِك
عِشني كَما أنا
وَكَما شاءَتِ الدُّنَى أن أكون
أحبَّني صَدًى
لِكُلِّ رَنينٍ يَسمَعُهُ الكَون
زُجَّني داخِلَكَ
في دُنيا لا أوّلَ لَها وَلا مُنتَهى
وَلا تَضُمَّني
بَل دَعني أرتَمي عَلى صَدرِكَ
فَقَلبي أصغَر مِن أن يَحمِلَ حُبَّكَ
وَأضعَف مِن أن يَحتَمِلَ نَصلَكَ
هوَ حُبٌّ جَمَعَ كُتَلًا وَخَضَعَ لِجَمامِهِ
هوَ لَيلٌ خَلَعَ ثَوبَهُ وَتَعَرّى بطُهرِهِ
وَأنا امرَأةٌ لَم تَعرِف أن تَكونَ قَبلَكَ
وَما عَرَفَت خَليلةً أن تَكون
تَغتَسِلُ بعِطرِ الإثمِ تُزيلُ الشّجون
تُعتَصَرُ في حِضنِ العِشقِ
وَتَمضَغُ طَعمَهُ بمَلَذّاتٍ عَجيبَة

ندى نعمه بجاني
28 . 2 . 2012
مِــــن ديـــــــــــــوان
رَجُــلُ المُستَحيـل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق