الجمعة، ١٦ مارس ٢٠١٢

د.أميرة عبد العزيز __ اليَومُ التَّاسِع طريق كربلاء

اليَومُ التَّاسِع
طريق كربلاء


حلَّ المَساءُ
واقْتَحَمَ الظَّلَامُ قلْبَ الأُفُقْ
خرجَ القمرُ على رأسِ عشرينَ ألفَ نَجْم
كَتَائِبُ تَشُقُّ صُفوفَ الليلْ
سُحُبٌ تزْحفُ إلى شَواطِئِ الفُرَاتْ
عَلَّهَا تَحْجُبُ شمْسَ العَاشِرْ
عَلَّهَا تَسْتَبِقُ السِّهَام

وَعَلَى الفَاجِعَة
طَلعتْ شمْسٌ
خَجِلَةَ الإِشْرَاقِ
تُلْقِي بِعَبَاءَتِهَا الصَّفْرَاء

تَنْطَلِقُ الذِّئَابْ
تَسْرُجُ مَخَالِبَهَا علَى الضِّفَافْ

تَتَصَبَّبُ الأَنْهَارُ عَرَقاً
تَحْمِلُ على أَكُفِّهَا الفَزَعَ
مَخَافةَ أنْ تَروِي عطشَ الحُسَينِ دِمَاء

آهِ لو تعلمُ الشَّمْسُ
مَا كانتْ أشْرَقَتْ
ومَا زَحَفتْ المَقَابِرُ
على كَرْبَلاءْ

مُغْرَقٌ قلْبُ التَّارِيخِ
ودامِيَةٌ هذهِ اللحَظَات
صُورةٌ تَتَنَهَّدُ
وَدَمْعَةٌ غَلَبَتْ انْتِحَابَ الخَنْسَاء

والسَّمَاءُ مُثْقَلَةُ بِالغَيْمِ
تَهْتِفُ للرِّيحِ
أنْ طَوِّقِي الأَوْغَاد
و فِي ارْتِعَاشَاتِ الأُفُق
تَبْعثُ رِمَالاً
عَبَثاً تَعْصِفُ الرِّمَاحُ

تَغْدُو الخُيُولُ
مُكْفَهِرَّةَ الوَجْهِ
وَدَّتْ لوْ طرَحَتْ
كُلَّ منْ علَيْهَا
أوْ تَفْنَى قبلَ أنْ تَبْلُغَ
السَّاحَةَ الحَمْرَاءْ

ويَمُرُّ قطيعُ الذِّئَابْ
فَيَرْتَحِلُ الرِّيحُ
وَتَشْهَدُ البَيْدَاءُ
صُيوفً الحَصَادْ

يَحْمِلُ قَلْبُ الفارسِ
تَنْهِيدةً في يَدٍ
وَمَأْسَاةً فِي أُخْرَى

يَمْضِي و الرِّمَاحُ
بِدمَائِهِ تَكْتُبُ
تَكْتُبُ فِي العُروقِ فِي الدِّمَاءِ
مَظْلَمَةً و الشَّاهِدُ أَخْرَسُ
و هَلْ تُنْصِفُ الِإشَارَاتْ

أكْبَادُ الحبيبِ تَحْتَ أقْدَامِ
منْ خَلَفَهُ صَلُّوا
هلْ لِي بِعُيُونِ الزَّهْرَاء
وانْتِحَابِ السَّمَاء

وَرَبِّي مَا تَعَزَّيْتُ فِيهم
إذْ نَاحَتْ النُّجُوم
ما بَدَا إلَّا إرْثُ ابْتِلَاء

وَجَعٌ يُذِيبُ قُرْصَ الشَّمْسِ
فِي أعْيُنِ السَّحَاب
تَتَجَرَّعُهُ الأرْضُ
فَتَرْسُو على ضِفَافِهَا
الأَنْقَاض

وَ يَضْرِبُ لنَا موْعِداً معَ العِيد
فَالأَضَاحِي لهَا مَعَنَا
وِصَالْ

د/ أميرة عبد العزيز
"طريق كربلاء"
وتستمر الرحلة

09 مارس 2012 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق