الأربعاء، ٦ يوليو ٢٠١١

يقولُ لي طيفُكِ إن اللقاء غدا - الشاعر ساري أبو شعير

يقولُ لي طيفُكِ إن اللقاء غدا

يقولُ لي طيفُكِ إن اللقاء غدا
وهل أعيشُ على رغم العداةِ غدا
وحقُكِ مولاتي من يوم فرقتكم
ما لذَّ لي طيبُ عيشِ بعدكُمُ أبدا
وإن قضى الله نحبي في محبتكم
أموتُ في حُبِكم من أعظم الشهداء
وإن أُنكِرتُ في مجال الشوق سفكُ دمي
فإنهُ فوق خديكِ شهدا
وما نظرت من بعد بُعدُكِ مُقلتي
إلي أحدٍ إلا وشخصُكِ ماثِلٌ
وما أغمضتُ عيني الا رأيتُكِ في الكرى
كأنكِ بين الجفنِ والعينِ نازلةٌ
كُنتُ فتىً لا أرتضي الفراقَ ساعةٌ
فيكف وقد مرت علي شهورُ
أغارُ إذا ذهبت عليكِ نسمةٌ
وإني على الغيد الملاح غيورُ
دعو مقلتي تبكي علي فقد من أهوى
فقد عز سلواني وزادت بي البلوى
وكأسُ صروفِ البين صرفاُ شَربتُها
فمن ذا على فقد الأحبة قد يقوى
بسطتم بساط العتبِ بيني وبينكم
ألا يا بساط العتب عني متى تطوى
سهرت ونمتم اذ زعمتم بانني
سلوتُ هواكم اذ سلوت عن السلوى
الا أن قلبي مولعٌ بوصالكم
وأنتم اطبائي حفظتم من الادوا
لم تنظرو ما حلَّ بي من صدودكم
كتمتُ هواكم والغرامُ يذيعهُ
وقلبي بنيران الهوى أبداُ يكوى
فرقوا لحالي وارحموني لأني
أقمتُ الميثاقَ في السرِ والنجوى
فياهل ترى الأيام تجمعني بكم
فأنتم منى قلبي وروحي لكم تهوى
وفؤادي جريحٌ بالفراقِ فليتكم
تفيدوننا عن حُبكم خبراً يُروى
أيا حُبي إني على البعد والجفا
أحنُ إليكم حيثُ كُنتم وأعطفُ
وطرفي إلي أوطانكم متلهثُ
وقلبي علي أيامكم متلهفُ
وكم ليلةً بتنا على غير ريبة
مُحبين يًهنينا الوفا والتلطُفُ
يا زائري من بعد فرط صدوده
وفي الثغر منه الدرُ نظمُ عقده
فقبلته الفا وعانقت قده
وبت وخدي لاصق تحت خده
إلى ان بدا نور الصباح فراعنا
كحد حُسامٍ لاح من جوف غمده
حكم الزمان بأني لكَ عاشِقاَ
يا من محاسنهُ كبدرٍ يُشرِقُ
حزت الفصاحة والملاحة كلها
وعليك من دون البرية رونقٌ
ولقد رضيتُ بان تكون مُعذبي
فعسى علي بنظرةٍ تتصدقُ
من ماتَ فيكَ صبابةً فله الهنا
لا خير فيمن لا يُحِبُ ويعشقُ
إليكَ سعى أشكو من لهيب جوى
فارحم مُتيمٌ بالشوقِ يلتهب
إلى متى وأيادي الوجد تلعب بي
والعشقُ والفكر والتسهيد والنصب
طوراً ببحر وطوراً أشتكي لهباُ
في مهجتي ان ذا يا منيتي عجب
يا لائمي خل لومي والتمس هرباً
من الهوى فدموع العين تنسكِبُ
كم صِتُ وجداُ من الهجران واحربا
فلم يفدني بذاكَ الويل والحربِ
أمرضتني بصدودٍ لستُ أحملهُ
انت الطبيبُ فاسعفني بما يجب
يا عاذلي كف عن عذلي محاذرةً
كي لايُصيبُكَ من داء الهوى عطبُ
فأين الدواءَ إذن لعليلٍ على شفى الموتِ مُقبِلُ
ترجلَ صبري والغرامُ مُقيمُ
وجسمي من فرط الغرام سقيمُ
متى تجمع الأيام شملي بعذارءٍِ
وعظمي من حر الفراقِ رميمُ
أيا حسناء لا تتركيني
قتيل هواكِ باللحظ الشامي
فقلبي قد تقطع من جفاكِ
وجسمي ناحِلٌ والصبرُ فاني
ولفظُكِ قد سبى الألبابَ سِحرا
فعقلي نازح والشوقُ داني
ولو أجلبتُ ملءَ الأرضِ جيشاَ
لا بلغَ مآربي في ذا الزمانِ شيئا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق