الأحد، ١٨ ديسمبر ٢٠١١

فلسطين__________ ماجد الدجاني

فلسطين

لأن فلسطين أم الحضارات

مرضعة المدنية

مهد الديانات

ملهى صبا الأغنيات

لأن أريحا جذور الزمان

وأصل المكان

لأن الجدود يطلون من كل ركن علينا

ويرنون دوما إلينا


لننقش نقشا جديدا

على حائط المجد

نرسم عبر الدروب جدارية

من فعال حميدة

ونهدي السماء نجوما جديدة

لانا بني يعرب

لا تلين لنا في العطاء قناة

ولا يصدأ السيف في كفنا

لأن دماء الشهيد على درب دولتنا

خضب الأرض بالأرجوان

لكي يرسم الصفحة المقبلة

لان التقاعس مهما يبرر لن نقبله

سنمضي بدفق العزائم

نمضي نراغم

نمضي نزاحم لا نتقاعس

لسنا نرى في اقتحام الوغى

والعباب لأجل بلوغ السواحل

من مشكلة

مضينا وها نحن نمضي

وفي الغد تنهي مراحل درب النضال
حتى تسد كوى البغي
كي تفتح الباب للمرحلة
لنحضن أفراحنا المقبلة
مخرنا العباب اقتحمنا الصعاب

مضت في الدروب عتاق الخيول
مضت عيسنا رغم صوت نباح الكلاب
وكان أنين الثكالى واه اليتامى

حداء المسير وأرجوزة القافلة

ستبقى فلسطين بوابة للسماء
ونبع الرواء وارض الفداء ويبسم فل
سيضحك في الروض ورد
وتشمخ في البيدر السنبلة
وتمضي جموع التلاميذ نحو المدارس
تحمل أقلامها والدفاتر والمنقلة
ويحمل فلاحنا الصلب
في فرحة منجله
ويعلو دخان المصانع تخضر كل المزارع
ونبقى عن الحلم دوما ندافع
حتى يجرجر جيش الظلام
بذل ذيوله
وتشرق شمس التحرر
تكسر قيد الضباب
تعانق ارض البطولة

نحقق كل الأماني النبيلة
أبى من أبى شاء من شاء
يا أخوتي
إنها رحلة الألف ميل
ولا أعرف المستحيل
ومليون عاما من القهر
مليون عاما من البغي والريح
ليست تهز التفائل فينا
هيهات تجتث جذر الصمود
أعاصيرهم
أنا شوكة الحلق والمعضله
وإيماننا كل ما أبدعوا من فنون الإبادة
لن تقتله
ستمضي السنون العجاف
وتقبل غيماتنا الوادقات
وتنهل ديماتنا الهاطلة
ومركبنا رغم عنف العباب

سيبلغ مهما طغى الموج

في عزة ساحلة

ألسنا الأباة الكماة \

وشم العرانين والأمة الباسلة

ومن قدموا في النضال
لكل دعاة التحرر
للثائرين النماذج والأمثلة

ففيم تركنا التنازع يفشلنا
يذهب الريح منا
ويحدث في فكرنا البلبلة

وحتام تبقى تضل خطانا..
.. تعثرها الفتنة الجاهلة

فماذا نقول لأم الشهيد
وأخت الشهيد
وبنت الشهيد
وكل تواريخنا المذهلة
إذا ما أطلت لتسأل ما هذه المهزله
أعدّوا الكنانة
نرمي أخيل بها

نصيب معا كاحله
نرد إلى نحره كيده

ويبقى الحداء الجميل

وتمضي على دربها القافلة

وتعشب أيامنا القاحلة

فلا قدست امة تتصارع من اجل لا شيء

من اجل شروى نقير
وآذانها لم تعد تستسيغ النفير
ودبابة الاحتلال تدوس جبين الثرى

وتذل الجباه
وتقتل تسرق تقتلع اللوز والبرتقال

وتنهب زيتوننا والكروم
تهب كعاصفة كالسموم

كريح محملة بالعذاب الشديد
على الحقل والسهل
والروض تكسر أغصانه
ثم تصبح إزهاره ذابلة
فيا أخوتي
باطل كل ما ندعي في الإذاعات والتلفزات
محض فحيح
وكل البيانات في دربنا قبض ريح

ورحم محاراتنا سوف يحوي رمالا

إذا لم نكن مثلما السرو والزيزفون
تصد أعاصير دعواهم الباطلة


أما نستحي أن نحدق في الوهم

نجري وراء السراب

ونترك في غفلة للذئاب

مهمة رعي الخراف
ونسمح للخصم

أن يستبيح الحمى

والدما بالرصاص
وبالطائرات السما

ويزرع في الروح أمراضه القاتلة

ونلهث عدوا وراء فتات
موائد مؤتمرات كخلب غيم
وننسى قضيتنا العادلة

ونصلب طوعا إراداتنا

ونقود خطى بعضنا البعض للجلجلة

فيا مقلة العين يا نبض قلبي خذوا حذركم

إن بقينا كما نحن بين الدهاليز
في هامش الدهر
فارتقبوا الخسف والمسخ
والزلزله
وموتا بطيئا ستحمله حالكات الليالي
وتنصب للأمل العذب أيامها مقصله
وتهجرنا الغيمة الهاطلة

إذا ما بقينا نبرر أحلام يقظاتنا

نكرر سقاطاتنا وهزائمنا الباسلة

ونفتح من اجل غسل العقول فضائية

ترددها من أنين المصابين أعلى
ومن آه كل اليتامى وكل الجراحات أعلى
لتبقى االوزارات
تبقى صراعاتنا المخجلة
سنبقى بقلب الشرانق دودا
ولن نستحيل فراشا بهيا
ما استمرت إذا
على أرضنا هذه المهزلة

سنبقى كما نحن أسرى التراشق بالاتهامات

ولن نتحرك نحوا أمانينا أنملة

ونهبط في كل مرحلة منزلة
طغى السيل
بلغ الزبى
فلا تسقطوا راية المجد من كفكم

يا شباب فلسطين

انتم فسائل موسمنا الخصب

غذوا خطاكم على الدرب انتم نوارس

شطآننا الحافلة
........................................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق