الأحد، ٢٧ نوفمبر ٢٠١١

حكاية العجوز والقرية والحارة ___ سمير ابو النجا

العجوز فاطمة لم تنسى إطعام العصافير
حكاية العجوز والقرية والحارة
تجربة طليعية لمسرح الممثل الواحد
تمر العجوز من الحارة وهى خالية بعد ان رحل ساكنيها في طريقها لزيارة المقابر
تتباطأ خطواتها وهى تسمع همس ينادى ثوقفي قليلا يافاطمة هل معك فتات الخبز للعصافير
تبتسم وتدس يدها في جيبها تبحث عن فتات خبز خبأتها من وراء اُمها فى الصباح هاهى بعض منها
وتمد يدها وهى ترتجف إلى نافذة المنزل القديم هنا العصافير تأتى لتشرب من إناء الفخار
وتأكل من فتات الخبز ويناديها الأب هاتى الأكواب لتصبى لنا الشاي
تمر بالشاي على الأب والعم والأخوة وتجلس في نهاية الأريكة تنتظر أن تحمل الأوانى لتمضى في الطريق إلى الحقل
وتسمع صفير شباب الحارة يهمس إعجابا
في الليل يجلس الرجال في مجلس الجد الكبير حاملا كتابه العتيق تحت المصباح العتيق ليروى لهم حكايات أبو زيد الهلالي والزناتى خليفة وحكايات الزير سالم وحكايات البراق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء وحكاية ناعسة وأيوب الصابر على الابتلاء
بنى الوالد في منزلنا حجرة لي ولإسماعيل ابن عمى حين تزوجنا هاهي الشرفة التى كنت اجلس خلفها انتظر عودة زوجي من الحقل والأولاد من عند جدهم في الحارة دكان العم أبو طارق كان هو كل مخزن الحارة كل شئ عنده موجود
حتى كفن الموتى وفستان العروس
سافر الزوج لطلب الرزق وغاب طويلا وعاد مريضا منهك وبضع جنيهات قليلة صُرفت على مرضه ولم تدم طويلا ولم يمكث بعدها كثيرا رحل وترك ثلاث أبناء احمد ومحمد وعائشة التف حولها الإخوة والأب وإلام تتذكرهم قال الأخ الأكبر أبو سلطان إنا على تربية الأولاد بالمدارس والأخ الأوسط تكفل برعاية المنزل في المواسم والأعياد والتصق الأخ الأصغر بفاطمة إنا ذراعك التي تستندين عليها
تسمع صوت احتفال وتكريم القرية لابنائها حين كبروا وهمست فى اذن اخيها الاصغر سأرتب الكراسى للضيوف هنا سيجلس شيخ القرية وبجواره العمدة وبجواره سيجلس العم أبو سلطان آه نسيت على هذا الكرسى سيجلس الوافد الجديد
الضابط الذي سيحضر الاحتفال وبجواره العم الأوسط تفضل ياأخى اجلس لقد تعبت من ترتيب الكراسي هل سيأتي الزوار أم إنهم لايدخلون حارتنا العتيقة قام شيخ القرية وتلي ماتيسر له من بعض قصار سور القرآن وتكلم شيخ الحارة وقال كلام لم تفهمه ولم تستسيغه وتقدم الضابط وسلمها علبة حمراء كبيرة وفتحها وسلمها قطعة معدنية براقة بها شريط اخضر وقال لها كلام لم تفهمه
إنا أصبحت أم الشهداء تغيرت الحارة ورحل ساكنيها وصارت خالية لانسمع فيها الا همس الزمان وأكملت العجوز خطواتها حتى نهاية الحارة وجلست على صخرة صغير وهى تقول أريد أن الحق بالأحباب
كتب النص سمير ابو النجا
لرؤية تراجيدية مصاحبة للوحة مجلس الحارة العتيق
اقصاء الشخوص لترك المشاهد يضع مايريد من الشخوص بخياله
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق