الجمعة، ١٨ نوفمبر ٢٠١١

ندى نعمه بجاني_ إمرأةٌ تَحتَ الشَّمس

كــانَ هُنــــا

سَيّدُ العواصِف .. أدركتُهُ
فَوقَ طَيّاتِ الغَمامِ وافيتُه
وَحَتّى نُجومِ الأفُقِ منبتُه
جِلتُ مَعَ الظَّلامِ
وَمُقلَتي يَقظى تُواكِبُه

كانَ هنا وَحبَّهُ
يَعيشُ عَلى آهاتِهِ
في مَجاهِلِ نفسي
فَما شَبعتُ وَما ارتَويتُ ماءَهُ

كانَ هنا وَخمرَهُ
يَنسابُ مِن بَواكِرِهِ
في تُخومِ روحي
كَساقِيةٍ تَجتَذبُ السِّقيَ
يُطعِمُ الجودَ مِن كَفِّ مَفاخِرهِ
كَدَمعٍ يُذرَفُ مِن مَحاجرهِ
يَستَوي وَالحُسنَ في مَفارقِهِ
فَيُلهِبُ حَرُّهُ مِن خَدّي مَلمَسَهُ

سَيِّدُ العَواصِفِ كانَ هنا يَصحو
وَكلُّ مَن في الكَونِ نيامُ
يَخلعُ الجَلالَ عَلى مَناكِبي
يَجتابُ مَناوِري
وَيَهيمُ في حَواضِري
يَعزفُ مَطامَحَهُ
يُصَعِّدُ مَرادَهُ
يُختِّمُ خَناصِرَهُ
وَيَجتَزئُ مَنالَهُ
فَيُلقي بعَصا التَّرحالِ وَيعتَصِمُ

أزِفُّ لَهُ صَباحي
وَقَد أفلَتَ لِتَوِّهِ الصَّباحُ
مِن عِناقِ لَيلِهِ
تارِكًا صورَتَهُ الحَبيبَة وَراءَهُ
وَطَيفًا يَعتَلي مِنَصَّةَ فُؤادي
وَحُبَّا زاخمًا بحُبٍّ أدرَكتُهُ
وَوافَيتُهُ لِلقاءِ صَباحِ عَينَيهِ وَسُمرَةِ خَدَّيهِ
يَتَرامى وَخطوطَ الفَجر فَوقَ صَفحاتِ العُمر
يَهمِسُ في أذُنِ التّاريخ مَكانَنا وَزَمانَنا
وَكُلَّ ما كُنّا عَلَيهِ .... وَكانَ هُنا

ندى نعمه بجاني
17.11.2011
إمرأةٌ تَحتَ الشَّمس
الجزء الثّالث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق