الخميس، ٢٣ يونيو ٢٠١١

حكاية حب على خصلات القمر - محمد محفوظ

حكاية حب على خصلات القمر -  محمد محفوظ
ألف إحساس من طهر في رحمه يحتضن الحب ....
وألف خطوة من طفولة في مشكاتها تفتح نوافذ من البوح ...
عذبة تلك العذراء في مساحات من حنين موصود
الأبواب تغلقها أبواب من عطر تغتسل من خلف أوراقي ...
تتدلي من أعلى الحبر صورة امرأة تحتل أعماقاً من صدر..
تسلبني العشق سنيناً ..وسنيناً أسلبها جبروت الأٌقلام ...
ترسمني أبياتاً من عود تترنح في باحاته إناث من عطور ...
في يديها قوارير العطر تسكبها في جوف الليل لأكتبها ...
لأحفرها على مرآة الضياء تعكس في أحشائها ولادتي ...
أفتقر حينها للصمت ..ويفتقر الصمت لسفري إليه...
عذبة لا تشبه في حضورها سوى تلك الوردة القابعة بأعماقي ...
تلك التي تدهشني حينما تبكي من بسمتها فأحتضنها ...
حينما تضحك من دمعها فأرتقي لأكتب عنها بعضاً من كلـِّي ....
سيدة في حضورها أحفاد النور يتقاسمون رونقها ملامح
وتتقاسم مع أحفادها أمهات الشمس رحماً،، يولدون فيه
فأحبها ،،تلك الماضية في أسراب الغيوم معانقة حشمة أقلامي ...
نازفة من جميع أطرافي .. مراة من جيوش أشعاري ...
تلك التي تروض خطوة عذرية في همس تبلل المطر ...
ساعة ينقش حناء الأفق خضابه بأحشاء الغيم ...
تلك المارقة على شرفاتي كل ليلة لتهديني نقشاً من شوق....
أحبها متى أستيقظ الفجر بين وسادات السطور ...
ومن خلف نحر السحاب ..من بين أنامل الشجر ..ورفقة الليل ...
متى أعاد البهاء رسمها في أسطورة من حرير يتوشحها الكون ...
متى ذبلت في أناملي ورود الدمع لترزق بولادتها دمع عينيها ...
أحبها في جدل الحرف الموشوم بأعماق نبضها ...
ذاك الغائر في وسط من ماس يعلوه ماس يعلوه نار من نور ...
أحبها متى أقبل المساء على أحداقي وأخذ يحتضن أوراقي ...
ويسألني: يا صاحب الجنون... كم تراك أحببتها؟
يا سيدتي أتراني حينما يسألني المساء أصدقه..
سأحاول في جدل الحد إرتقاء حصون من بلور مسكوب الكلمات ...
سأحاول أن أخوض حربي مع الصمت لعلي أرزق بالبوح ...
لأكون في مهد عينيكِ دمعة لا يخلط ريقها سوى شغف اللقاء...
لأكون في عطرك المحفور على صدرك قلادة من نور...
وسطوعاً من أحرف تتقاسم الشفق وأرتسامة من جديلة قبلات....
أحبها يا مساء منذ النزف الجامح على كل الأوراق...
منذ بدأ الشعر ولادة الحرف..وبدأ الحرف في ولادة السطور ...
منذ أعاد الليل حكاية عشق على خصلات القمر ....
منذ تفتحت الورود على أمومة العطر لتكسب القلوب الهمس ...
أحبها يا مساء لأنها تمنح عالمي سلاماً من ياقوت ...
ورونقاً من طهر يتوشحه بشغف مرأء الحبر بأوراقي ...
لأنها يا مساء تلفظني من رحمها وأبقى في رحمها أنتظر الحول ...
أنتظر أن تلفظني أخرى أكتبها من بسمة البحر ...
هي تشبه البحر يا مسائي ..هي تشبه البحر حينما يبتعلني شوق....
ليرسمني على شفتيها ..على حدود الآفق ..عند لقاء الشمس ...
يا نبضاً في جوفي يسألني عن الشغف متى أنا التقيته ...
تسألني يا نبض وهي أكبر من كل لغاتي ..ومن كل جمل الحب ...
ومن كل عبارات الشعر التي تصنع في وطن الصمت الروح ...
أخبرني يا نبض كيف تغفو أقلامي وأناملي تكتبها ...
كيف يتحدث الصمت بأعماقي وشفاهي معها هناك في وحدتها تلفظها ...
كيف أعيش في ملامحها ..وأستنشق عطرها .. وأنا اللفظ ...

أخبرني كيف العالم حينما يسألني عن البعد عنها كيف يبكي ...
تخنقه العبرة وأنا يخنقني الدمع الغائر في جوف العين ...
أخبرني أنا المجنون وسأصدقك ...وبأني المغمور وسأكتبك ..
وبأني رغم رسالات الكون ..لازلت أفتش عن حرف يوصفها ...
يكتبها أميرة دون أن تمضغني مشاعر تقصيري يا نبض...
أخبرني لم يتحول المطر من انهمار لإعادة اجتياح لكل شيء ...
ذاك المطر متى نسج نبضها في روحه ...متى لفظته أحداقها بشوق ...
كلمني يا نبض عن العالم كيف يشتري السعادة دونها ...
كيف حينما تنزف الأوراق دونها تحكي رواية من شفق مسدول ...
يعانق شرفاتي ونوافذ علقت ملامحها فيها .. لتستحي أحداق الشمس ...أحبها يا نبض لأنها أغلى ممن سكن جسدي وهي هدية الرب ...هي أمومة الحب العذري ...هي ملكة رغم كل ملوك الأرض ...هي الشوق الذي لا يرسم في بهائه سوى النور ولا يكتنف إلا العشق ...
..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق