الاثنين، ٦ يونيو ٢٠١١

عندما جلست على شرفتي . يقلم اكسبيد برلين

عندما جلست على شرفتي .
يقلم اكسبيد برلين

كما اعتدت وبكوخي المتواضع على طرف تلك الغابة ، المنعزلة ، وامام ذلك البحر الأزرق

، ومن شرفت ذلك الكوخ الصغير ، ومن على ذلك الكرسي الذي اعتز به لانه تحملني

سنوات غابرة ، ولم يكل ولم يشكو يوما من وزني ، وحينما اشعلت غليوني المتقدد ،

وتنباكي الكابتني ، وبخلوتي التي فرضتها على نفسي سنوات طويلة ، وخلال تناولي

لبعض الخضراوات التي ازعها دائما لآكل من ازرع ، وعندما هممت بتناول كتابي الذي


قرأتها ما يقارب المئة مرة بعدما اعتمرت نظارتي العسلية اللون ، حينما كانت الشمس

لما تبدأ بالغرق في البحر كما كان يقول لي ابي رحمه الله.


كانما رأيت شيئا ، لا بل رأيت ، اه اخشى ان غابر السنين والوحدة وغثيان الانعزال ودنو


حدة البصر اثرت علي

.
انها امرأة


!!!



انا رأيت امرأة

!!



نعم رأيت شعرها الطويل متطاير

!!!
سأزيل نظارتي العسلية احس اني لم اعد اثق بنقاء عدساتها ، على الرغم اني احتفظ

بها في علبتها الفاخرة ، وانظفها دوما، واضعها على الموقد دوما ، كانما ازين بها الكوخ ،

وكأنما دوما ينتابني احساس أن يدق بابي زائر ، او عابر سبيل ، يسامرني وأعد له وجبة


العشاء مما قد حصدت ، واسقيه ما قد عتقت في برميلي الأوحد

.
علني شططت عن تلك المرأة التي دخلت حدود بستاني الصغير، فقمت واغلقت الكتاب


ولم أهتم عند اي صفحة وصلت ، لأني منذ سنوات لا اهتم اين وصلت بقرائته افتحه

فقط واقرأ ايا كانت الصفحة لأني اصبحت أقرأه عادة .


نهضت وقلبي يعتصر فرحا ، او قد يكون ضيفي سيدة جميلة

!!

انتابني شعور بالصراخ يا سيدة هنا تعالي هنا .
ولكن نزلت الثلاثة ردجات الوحيدة لكوخي ، وجعلت يدي تحتضن وريقات الريحان التي

ازرعها على جنبات الدريجات كما اعتدت لأنها عطري الوحيد في هذه الحياة.


وذهبت امشي خطيوات ، واجري خطيوات ، حتى وصلت!، واذا انا أرى ملاكاَ سال دمه

من ذلك الفخ الحقير الرديء الذي صنعته يدويا وكان يصطاد بعض الأرانب تارة والطيور تارة .
فلم القي التحية ، علي نسيتها منذ زمن ، ولكن كما هو الشعور الإنساني نزلت لأرى

مدى الاصابة ، وقد كانت خفيفة ، وتناولت منديلا لم استخدمه أبدا ونظقت الجرح بيدي ، اللتان لامستا قدميها ، فلم المس الا اقدام ارانب وطيورا ملؤها الأوحال والاوساخ


فلما رفعت رأسي ونظرت لها ،،،،، فرأيت ابتسامتها ويظهر احجار لؤلؤ يعكس الوان الطيف

من شعيعات الشمس المتبقية لذلك النهار الذي لم انساه ابدا


فقالت شكرا لك , فضحك قلبي لاني احسست انني من يجب ان يقدم شكرين ، اولهما

النظر لسماء الرب وان اشكره على تلك الهدية ، ثم ان اشكرها ان سمحت ليدي لمسها .


فمدت يدها الرقيقة بأن أساعدها على النهوض ، فقلت لن اجعلك تمشي ثانية على

الأرض ، هل تسمحي لي بحملك فهزت رأسها موافقة ، فرفعتها وظننت اني احلم لاني

لم احس بوزنها ، بين ساعدي القويتان من تقطيع الاخشاب .


فذهبت بها لشرفت كوخي وصعدت الثلاثة درجات مرة اخرى ، ولم اجعل كفي يحتضان

ريحانتي الخضراء فلقد اشبعني رائحة شعرها الذي يتهاوى طوال الطريق على وجنتي
.
فقالت ضعني على خذا الكرسي ، لقد كانت اول من يجلس عليه ، اول من يجلس على

ذلك الكرسي غيري مذ سنوات ورأيت ذلك الحرم سعيدا بها فلم يصد صوت الزعيق

كعادته فعرفت يومها انه كان متعب مني ، وشعرت بمعاناته ، لاني كنت اعتقد ان هذا

الصوت صوتا عاديا لاي كرسي خشبي من خشب الصندل ، ولكنه لم يصدر صوتا واحد

ذلك الهرم، وكأني به معمض عينيه سعيدا بصديقته الجديدة
.
نظرت لعينها والتي تقول ماذا تريد انت تضيفني ايها العجوز
! .
فقلت لها ساحضر لكي شرابا من العلية

.
فقالت مرسي

.
وكأنما ولأول مرة اعرف ان كلمة مرسي تعني شكرا حبيبي، مني اين اتت كلمة حبيبي

لم تقلها ، نعم لم تقلها ولكن هكذا احسست .
فذهبت إلى برميلي وانتزعت فلينتي عن صنورها الخشبي ووضعت كأساَ حرصت على

تنظيفه دوما ، وسكبت به أول قطرات مشروبي الذي تركته سنوات ولم اترشف منها

شربة واحدة
.
وعدت لها بفرح غامر ، وكنت افكر في ما املك من بعد الحم المقدد وندمت على عدم

خروجي لصيد السمك في هذا اليوم ، وفكرت ان اخرج واجني بعض الخطراوات طازجة

وأن اعرج على بأري الصغير واملأ دلوا لأغسل به الخضراوات بعناية ، وتذكرت انني امتلك

رغيفين من الخبز، ويوجد خشب يكفي لطهي العشاء ، وفكرت اثناء انشغالي بإعداد

العشاء ألهائها بقرائة الكتاب ، ويجب ان اضع الزيت في القنديل لان الشمس غرق نصفها

في المياه ، كما كان يقول لي أبي ، لأشغلها ريثما انهي وجبة العشاء ، واقوم بتغير

غطاءات السرير الاوحد عندي وبغطاءات جلبتها معي من تلك السنين ، جميلة، وبها ورد

حاكته صديقة امي لها بيدها من حرير ، جلبته معها من استنبول عندما زارت جدتها قبل

وفاتها بشهر ، فهو جدير ان يكون اليوم مفروشا ، وفكرت فيما قد يبادر ذهنها من اسألة

تسألني عنها واعتقد ان اول سؤال سيكون ، هل تعيش وحدك هنا ، وأين اسرتك ،

وكيف تقضي وقت ، من تلك الأسئلة التي يسالها اي غريب عن هذا المكان

.
أها ، تذكرت انه يجب ان أسألها ايضا كيف وصلتي إلى هنا وما هي قصتها ، ومن اين هي

لو سمحت لي الفرصة
.
وصلت للباب احببت ات اغمض عيني لبرهة قبل ما اهم بالخروج للشرفة التي كنت


اجلس عليها وهمتت بقرائة كتابي في ذلك الوقت ، عندما شاهدت امرأة تجري

وسقطتت وجلبتها ألى هنا بعدما عالجت جرحها الخفيف

.
فاغمضت عيني وخرجت !! فوقع الكأسين من يدي ولم اشعر بهما وانكسرا الكأسين

الأوحدين والذين احتفظت بهما طوال تلك السنين ، عندما رأيت ان الكرسي فارغ ويتهنز

دونما احد يهزه ويزعق زعيقه المزعج ، وقبل دقائق لم يكن زعق ذلك الهرم

.
ونظرت واذا بمنديلي الذي لم استخدمها ابدا والذي نظقت لها جرحها به على الطاولة ،

وهو كما هو لم يتسخ وليس عليه اثار دمها الزكي ، والكتاب مفتوح كما اعطيتها اياه ،

وعلى صفحة رقم ثلاث مئة ، والتي تقول به الرواية، عد ياحبيبي فلم اعد اطيق الأنتظار

، عد يا حبيبي إلى عالمي الحقيقي ، فلم اعد اطيق احتضان الوسائد الخالية ، عد الي

قبلما يتذبل ايامي ويجف سحري ، فقال لها الفارس اعدي لي طاعم العشاء فلن يردني

عنكِ ألف فارس مدججين بالسلاح

.
فنظرت للغابة المعتمة عتمة داكنة مظلمة ظلاما دامس لم اره من قبل ، عندها ايقنت

انها لم تأتي تلك الجميلة ابدا ، ولم تكن قد اصابها الفخ الذي صنعته يدويا ، ولم يرطب

منديلي الجديد دمها الزكي الوردي اللون ، ولم تشرب ذلك الكأس الذي لم اذقه سنوات

طوال

.
والهرم صديقي الوفي الذي لم يكن يزعق

...
كان ذلك كله وهم كبير كم اني احس بالوحدة الان وعرفت معنى الوحدة

كان ذلك جميعه وهم وخيال

يا لسجاذتي وعجزي
.
سأنام باكراَ واخرج غدا للمدينة واعيش بها قبلما ان افقد عقلي فلا اعرف اصنع طعامي

واموت ، أو ان اموت دونما ان اكون مستعداَ ولا يرى جثتي احداََ قبل سنوات .


هذه ليلتي الاخيرة هنا وهذه اخر قصصي ساخذها معي واصنع منها قصصا ورايات كما

يصنع الاخرين ، وانشرها واجعل اسمها :
(عجوز تأخر بالعودة لوطنه .
عمتم مساءا ايها القراء الأعزاء .

التوقيع :
صديقكم :- العجوز الواهم .20 يناير 2011الساعة العاشرة والدقيقة العشرين ساخلد للنوم على شرشفي القديم الذي فكرت بتغيريه للسيدة الجميلة التي اعتقدت انها زارتني هاها.
اقبلوا حبي فهذه اخر رواياتي التي كتبتها .. ..




تحية لمن يقرأ هذه القصة احببت ان اصحح معلومة غامضة تناوله هذا الرجل

، انا ؟؟؟؟؟؟؟؟ مدير شرطة مقاطعة؟؟؟؟؟؟؟ وجدنا هذا الرجل الطاعن بالسن ،وقد فارق الحياة عند تمام الساعة الحادية عشرة وثلاثون دقيقة على فراشه وبيده منديل على أثار دماء و جاري التحقق من مصدرها وليس كما قد كتب المتوفي ان المنديل لايزال جديدا ووجدنا كؤس مكسورة ونبيذ مسكوب على الأرض .

تأليف
Exped Berlin
20.01.2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق